"مفوضية اللاجئين" تحذّر من استمرار النزوح القسري في جمهورية الكونغو

"مفوضية اللاجئين" تحذّر من استمرار النزوح القسري في جمهورية الكونغو

تشعر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بقلق بالغ إزاء العواقب المدمرة التي يتعرض لها النازحون، من جراء الهجمات المتكررة التي تشنها الجماعات المسلحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتدعو إلى دعم الجهود الإنسانية بشكل عاجل.

ومع وجود 6.2 مليون نازح داخليا، وأكثر من 1.3 مليون كونغولي عبروا إلى بلدان أخرى في إفريقيا بحثا عن اللجوء، يعد الوضع في جمهورية الكونغو الديمقراطية واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيدا وطويلة الأمد في القارة، وفقا لتقرير نشره الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، نقلا عن المؤتمر الصحفي الذي عقدته مديرة الحماية الدولية في المفوضية، إليزابيث تان، في قصر الأمم في جنيف.

وفي مقاطعة شمال كيفو شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، أجبر 1.2 مليون شخص على الفرار من منازلهم منذ مارس 2022 عندما تجددت الاشتباكات بين الجماعات المسلحة والقوات الحكومية.

ونتيجة لذلك، يعاني مئات الآلاف الآن ظروفا معيشية قاسية في ملاجئ بدائية حول غوما، عاصمة مقاطعة كيفو الشمالية، ومنطقة كانياروتشينيا في ضواحيها.

وفي الأسبوع الثالث من شهر إبريل، وصل كبار مسؤولي المفوضية إلى كيفو الشمالية وكيفو الجنوبية للاستماع إلى أصوات النازحين، وتتوق العائلات إلى السلام في أماكنها الأصلية حتى تتمكن من العودة إلى منازلها وإحياء سبل عيشها.

وتوفر مواقع النزوح التلقائي، التي تقع أحيانا على بعد بضعة كيلومترات فقط من الخطوط الأمامية للنزاع بين الجماعات المسلحة غير الحكومية وقوات جمهورية الكونغو الديمقراطية في شمال كيفو، أمانا نسبيا للسكان الذين أجبروا على الفرار من العنف.

وفي ضواحي غوما، وفي إقليم نيراغونغو المجاور، لا يزال ما يصل إلى 564 ألف شخص نازحين.

وأدى الافتقار إلى البنية التحتية والصرف الصحي إلى تهديدات صحية كبيرة، مثل الكوليرا والحصبة، وأدى موسم الرياح الموسمية في الأشهر الأخيرة إلى تكثيف الحاجة الملحة إلى المأوى الملائم.

وفي بوشاغارا، وهو موقع رسمي للنازحين داخليا على مشارف غوما يستضيف أكثر من 15500 نازح، يقيم الأفراد والأسر الضعيفة الآن في 3 آلاف مأوى للطوارئ إلى جانب المطابخ المجتمعية التي تم تركيبها مؤخرا والبنية التحتية للمياه والصرف الصحي.

وفي الوقت الراهن، لا يغطي المأوى الطارئ المقدم سوى 3% من الاحتياجات المقدرة، وتتعرض النساء والشباب بشكل خاص لمخاطر انعدام الحماية، بما في ذلك العنف القائم على نوع الجنس.

وتعتبر تدخلات الحماية لدعم النساء والشباب أمرا بالغ الأهمية لتخفيف معاناتهم ومنع سوء المعاملة والاستغلال.

ودعا النازحون في موقع بوشاغارا إلى توفير المزيد من الملاجئ للمحتاجين وأنشطة كسب العيش في الزراعة أو الأعمال التجارية الصغيرة للتخفيف من نقص دخلهم، المأوى الملائم هو المفتاح لاستعادة الأمن الشخصي والكرامة.

كما أكدت المحادثات مع المجتمعات المحلية المضيفة الحاجة إلى مأوى مناسب.

ووصل أكثر من 180 ألف نازح مؤخرا إلى إقليم كاليهي، ولجأ عشرات الآلاف منهم إلى بلدة مينوفا، التي تبعد ساعتين بالسيارة جنوب غوما، وقد تقاسمت المجتمعات المحلية المضيفة بسخاء مواردها المحدودة مع السكان النازحين حتى الآن، لكنها تتعرض لضغوط هائلة.

مع هدوء الاشتباكات في الأسابيع الأخيرة في أعقاب وقف إطلاق النار الهش في شمال كيفو، حاول بعض النازحين العودة إلى ديارهم، ومع ذلك، فإن العديد من هؤلاء العائدين تحفزهم الظروف القاسية التي يعيشون فيها والحاجة إلى الوصول إلى منازلهم لزراعة حقولهم على الرغم من انعدام الأمن المستمر.

وتعد جمهورية الكونغو الديمقراطية واحدة من أكثر الحالات الإنسانية التي تعاني نقص التمويل على مستوى العالم، وتحتاج المفوضية إلى 233 مليون دولار للاستجابة لاحتياجات النازحين في جمهورية الكونغو الديمقراطية هذا العام، ولكنها لم تتلقَ حتى الآن سوى 15% من هذا المبلغ.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية